فصل: مالك بن زمعة

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الطبقات الكبرى **


 قيس بن حذافة

ابن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه تميمة بنت حرثان من بني الحارث بن عبد مناة بن كنانة هكذا قال محمد بن عمر قيس بن حذافة وأما هشام بن محمد بن السائب الكلبي فقال هو أبو قيس بن حذافة واسمه حسان قال محمد بن عمر وهو قديم الإسلام بمكة وكان من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر M0شم بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم وأمه أم حرملة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكان قديم الإسلام بمكة وهاجر الى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ثم قدم مكة حين بلغه مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة يريد اللحاق به فحبسه أبوه وقومه بمكة حتى قدم بعد الخندق على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فشهد ما بعد ذلك من المشاهد وكان أصغر سنا من أخيه عمرو بن العاص وليس له عقب قال أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابنا العاص مؤمنان هشام وعمرو قال أخبرنا عمرو بن حكام بن أبي الوضاح قال حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ابنا العاص مؤمنان قال أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عمرو بن شعيب عن أبيه عن أبني العاص انهما قالا ما جلسنا مجلسا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كنا به أشد اغتباطا من مجلس جلسناه يوما جئنا فإذا أناس عند حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم يراجعون في القرآن فلما رأيناهم اعتزلناهم ورسول الله صلى الله عليه وسلم خلف الحجر يسمع كلامهم فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا يعرف الغضب في وجهه حتى وقف عليهم فقال أي قوم بهذا ضلت الأمم قبلكم باختلافهم على أنبيائهم وضربهم الكتاب بعضه ببعض إن القران لم ينزل لتضربوا بعضه ببعض ولكن يصدق بعضه بعضا فما عرفتم منه فاعملوا به وما تشابه عليكم فآمنوا به ثم التفت الي والى أخي فغبطنا أنفسنا أن لا يكون رآنا معهم قال أخبرنا علي بن عبد الله بن جعفر قال قال سفيان بن عيينة قالوا لعمرو بن العاص أنت خير أم أخوك هشام بن العاص قال أخبركم عني وعنه عرضنا أنفسنا على الله فقبله وتركني قال سفيان وقتل في بعض تلك المشاهد اليرموك أو غيره قال أخبرنا عفان بن مسلم ووهب بن جرير بن حازم وسليمان بن حرب قالوا حدثنا جرير بن حازم قال سمعت عبد الله بن عبيد الله بن عمير قال بينما حلقة من قريش جلوس في هذا المكان من المسجد في دبر الكعبة إذ مر عمرو بن العاص يطوف فقال قوم هشام بن العاص أفضل في أنفسكم أم أخوه عمرو بن العاص فلما قضي عمرو طوافه جاء الى الحلقة فقام عليهم فقال ما قلتم حين رأيتموني فقد علمت أنكم قلتم شيئا فقال القوم ذكرناك وأخاك هشام فقلنا هشام أفضل أو عمرو فقال على الخبير سقطتم سأحدثكم عن ذاك إني شهدت أنا وهشام اليرموك فبات وبت ندعو الله أن يرزقنا الشهادة فلما أصبحنا رزقها وحرمتها فهل في ذلك ما يبين لكم فضله علي ثم قال ما لي أراكم قد نحيتم هؤلاء الفتيان عن مجلسكم لا تفعلوا أوسعوا لهم وأدنوهم وحدثوهم وأفهموهم الحديث فإنهم اليوم صغار قوم ويوشكون أن يكونوا كبار قوم وإنا قد كنا صغار قوم ثم أصبحنا اليوم كبار قوم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني ثور بن يزيد عن زيد عن زياد قال قال هشام بن العاص يوم أجنادين يا معشر المسلمين إن هؤلاء القلفان لا صبر لهم على السيف فاصنعوا كما أصنع قال فجعل يدخل وسطهم فيقتل النفر منهم حتى قتل قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني مخرمة بن بكير عن أم بكر بنت المسور بن مخرمة قالت كان هشام بن العاص بن وائل رجلا صالحا لما كان يوم أجنادين رأى من المسلمين بعض النكوص عن عدوهم فألقى المغفر عن وجهه وجعل يتقدم في نحر العدو وهو يصيح يا معشر المسلمين إلي إلي أنا هشام بن العاص أمن الجنة تفرون حتى قتل قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الملك بن وهب عن جعفر بن يعيش عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال حدثني من حضر هشام بن العاص ضرب رجلا من غسان فأبدى سحره فكرت غسان على هشام فضربوه بأسيافهم حتى قتلوه فلقد وطئته الخيل حتى كر عليه عمرو فجمع لحمه فدفنه قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني ثور بن يزيد عن خلف بن معدان قال لما انهزمت الروم يوم أجنادين انتهوا الى موضع لا يعبره إلا إنسان وجعلت الروم تقاتل عليه وقد تقدموه وعبروه وتقدم هشام بن العاص بن وائل فقاتل عليه حتى قتل ووقع على تلك الثلمة فسدها فلما انتهى المسلمون إليها هابوا أن يوطئوه الخيل فقال عمرو بن العاص أيها الناس إن الله قد استشهده ورفع روحه وإنما هو جثة فاوطئوه الخيل ثم أوطأه هو وتبعه الناس حتى قطعوه فلما انتهت الهزيمة ورجع المسلمون الى العسكر كر اليه عمرو بن العاص فجعل يجمع لحمه وأعضاءه وعظامه ثم حمله في نطع فواراه قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن عمر عن زيد بن أسلم قال لما بلغ عمر بن الخطاب قتله قال رحمه الله فنعم العون كان للإسلام قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن يزيد بن أبي مالك عن أبي عبيد الله الأودي قال محمد بن عمر وحدثني نجيح أبو معشر عن محمد بن قيس قال محمد بن عمر وحدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قالوا كانت أول وقعة بين المسلمين والروم أجنادين وكانت في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة في خلافة أبي بكر الصديق وكان على الناس يومئذ عمرو بن العاص بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه أم ولد حضرمية وهو قديم الإسلام بمكة وهاجر الى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ثم قدم فشهد أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما بعد ذلك من المشاهد وقتل يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق‏.‏

 عبد الله بن الحارث

ابن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه أم الحجاج من بني شنوق بن مرة بن عبد مناة بن كنانة قال محمد بن إسحاق وكان عبد الله بن الحارث شاعرا وهو المبرق وسمي بذلك ببيت قاله إذا أنا لم أبرق فلا يسعني من الأرض بر ذو فضاء ولا بحر وكان من مهاجرة الحبشة وقتل يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق‏.‏

 السائب بن الحارث

ابن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه أم الحجاج من بني شنوق بن مرة بن عبد مناة بن كنانة وكان منمهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية وخرج يوم الطائف وقتل بعد ذلك يوم فحل بسواد الأردن ولا عقب له وكانت فحل في ذي القعدة سنة ثلاث عشرة في أول خلافة عمر بن الخطاب‏.‏

 الحجاج بن الحارث

ابن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه أم الحجاج من بني شنوق بن مرة بن عبد مناة بن كنانة وكان من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية وقتل باليرموك شهيدا في رجب سنة خمس عشرة ولا عقب له‏.‏

 تميم ويقال نمير بن الحارث

ابن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه ابنة حرثان بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة وقال محمد بن إسحاق وحده وهو بشر بن الحارث بن قيس وكان منمهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية‏.‏

 سعيد بن الحارث

ابن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه ابنة عروة بن سعد بن حذيم بن سلامان بن سعد بن جمح ويقال بل هى ابنة عبد عمرو بن عروة بن سعد وكان سعيد من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية وقتل يوم اليرموك شهيدا في رجب سنة خمس عشرة‏.‏

 معبد بن الحارث

ابن قيس بن عدي بن سعد بن سهم وأمه ابنة عروة بن سعد بن جذيم بن سلامان بن سعد بن جمح ويقال بل هى ابنة عبد عمرو بن عروة بن سعد هكذا قال هشام بن محمد معبد بن الحارث وقال محمد بن عمر معمر بن الحارث M0عد بن عمرو التميمي حليف لهم وأخوهم لأمهم أمه ابنة حرثان بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة هكذا قال موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق سعيد بن عمرو وقال أبو معشر ومحمد بن عمر معبد بن عمرو وكان من مهاجرة الحبشة الهجرة الثانية‏.‏

 عمير بن رئاب

ابن حذافة بن سعيد بن سهم هكذا قال محمد بن عمر وقال هشام بن محمد بن السائب هو عمير بن رئاب بن حذيفة بن مهشم بن سعد بن سهم وأمه أم وائل بنت معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح قال محمد بن عمر وكان عمير بن رئاب من مهاجرة الحبشة في الهجرة الثانية ذكروه جميعا في روايتهم وقتل بعين التمر شهيدا لا عقب له حلفاء بني سعد‏.‏

 محمية بن جزء

ابن عبد يغوث بن عويج بن عمرو بن زبيد الأصغر واسمه منبه وإنما سمي زبيدا لأنه لما كثر عمومته وبنو عمه قال من يزيدني نصره يعني يعطيني نصره على بني أود فأجابوه فسموا كلهم زبيدا ما بين زبيدا الأصغر الى زبيد الأكبر وزبيد الأصغر بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه وهو زبيد للأكبر وإليه جماع زبيد بن صعب بن سعد العشيرة من مذحج وأم محمية بن جزء هند وهى خوله بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة من ذي حليل من حمير ومحمية بن جزء أخو أم الفضل لبابة بنت الحارث أم بني العباس بن عبد المطلب لأمها قال محمد بن عمر وعلي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف القرشي كان محمية حليفا لبني سهم وقال هشام بن محمد بن السائب الكلبي كان محمية حليفا لبني جمح وكانت ابنته عند الفضل بن العباس بن عبد المطلب فولدت أم كلثوم وأسلم محمية بن جزء بمكة قديما وهاجر الى أرض الحبشة في الهجرة الثانية في روايتهم جميعا وأول مشاهده المريسيع وهى غزوة بني المصطلق قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم قال أستعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على مقسم الخمس وسهمان المسلمين يوم المريسيع محمية بن جزء الزبيدي فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمس من جميع المغنم فكان يليه محمية بن جزء قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة بن الزبير وعبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل قالا جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم على خمس المسلمين محمية بن جزء الزبيدي وكانت تجمع إليه الأخماس‏.‏

 نافع بن بديل بن ورقاء

بني جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب‏.‏

 عمير بن وهب

ابن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح ويكنى أبا أمية وأمه أم سخيلة بنت هاشم بن سعيد بن سهم وكان لعمير من الولد وهب بن عمير وكان سيد بني جمح وأمية وأبي وأمهم رقيقة ويقال خالدة بنت كلدة بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح وكان عمير بن وهب قد شهد بدرا مع المشركين وبعثوه طليعة ليحزر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأتيهم بعددهم وعدتهم ففعل وقد كان حريصا على رد قريش عن لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر فلما التقوا كان ابنه وهب بن عمير فيمن أسر يوم بدر أسره رفاعة بن رافع بن مالك الزرقي فرجع عمير الى مكة فقال له صفوان بن أمية وهو معه في الحجر دينك علي وعيالك علي أمونهم ما عشت وأجعل لك كذا وكذا إن أنت خرجت الى محمد حتى تقتله فوافقه على ذلك قال إن لي عنده عذرا في قدومي عليه أقول جئت في فدى ابني فقدم المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فدخل وعليه السيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رآه إنه ليريد غدرا والله حائل بينه وبين ذلك ثم ذهب ليحني على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له ما لك والسلاح فقال أنسيته علي لما دخلت قال ولم قدمت قال قدمت في فدى ابني قال فما جعلت لصفوان بن أمية في الحجر فقال وما جعلت له قال جعلت له أن تقتلني على أن يعطيك كذ وكذا وعلى أن يقضي دينك ويكفيك مؤونة عيالك فقال عمير أشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله فوالله يا رسول الله ما اطلع على هذا أحد غيري وغير صفوان وإني أعلم أن الله أخبرك به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسروا أخاكم وأطلقوا له أسيره فأطلق له ابنه وهب بن عمير بغير فدى فرجع عمير الى مكة ولم يقرب صفوان بن أمية فعلم صفوان أنه قد أسلم وكان قد حسن إسلامه ثم هاجر الى المدينة فشهد أحدا مع النبي صلى الله عليه وسلم وما بعد ذلك من المشاهد قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن عكرمة أن عمير بن وهب خرج يوم بدر فوقع في القتلى فأخذ الذي جرحه السيف فوضعه في بطنه حتى سمع صريف السيف في الحصى حتى ظن أنه قد قتله فلما وجد عمير برد اليل أفاق إفاقة فجعل يحبو حتى خرج من بين القتلى فرجع الى مكة فبرأ منه قال بينا هو يوما في الحجر هو وصفوان بن أمية فقال والله إني لشديد الساعد جيد الحديدة جواد السعي ولولا عيالي ودين علي لأتيت محمدا حتى أفتك به فقال صفوان فعلي عيالك وعلي دينك فذهب عمير فأخذ سيفه حتى إذا دخل رآه عمر بن الخطاب فقام إليه فأخذ بحمائل سيفه فجاء به الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادى فقال هكذا تصنعون بمن جاءكم يدخل في دينكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه يا عمر قال انعم صباحا قال إن الله قد أبدلنا بها ما هو خير منها السلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم شأنك وشأن صفوان ما قلتما فأخبره بما قالا قلت لولا عيالي ودين علي لأتيت محمدا حتى افتك به قال صفوان علي عيالك ودينك قال من أخبرك هذا فوالله ما كان معنا ثالث قال أخبرني جبرائيل قال كنت تخبرنا عن أهل السماء فلا نصدق وتخبرنا عن أهل الأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله قال محمد بن عمر وبقي عمير بن وهب بعد عمر بن الخطاب‏.‏

 حاطب بن الحارث

ابن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وأمه قتيلة بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وكان قديم الإسلام بمكة وهاجر الى أرض الحبشة الهجرة الثانية ومعه امرأته فاطمة بنت المحلل بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وكان موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وهشام بن محمد بن السائب يقولون فاطمة بنت المحلل وكان هشام يقول أم جميل وكان مع حاطب في الهجرة الى أرض الحبشة ابناه محمد والحارث ابنا حاطب بن الحارث فمات حاطب بأرض الحبشة وقدم بامرأته وابنيه في إحدى السفينتين سنة تسع من الهجرة ذكر ذلك كله موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبو معشر ومحمد بن عمر في رواياتهم جميعا وكان لحاطب من الولد أيضا عبد الله وأمه جهيرة أم ولد وأخوه‏.‏

 خطاب بن الحارث

ابن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وأمه قتيلة بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح وكان قديم الإسلام وهاجر الى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ومعه امرأته فكيهة بنت يسار الأزدي وهى أخت تجراة ومات خطاب بأرض الحبشة فقدم بامرأته في إحدى السفينتين وكان لخطاب من الولد محمد‏.‏

 سفيان بن معمر

ابن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح قال هشام بن محمد بن السائب وأم سفيان من أهل اليمن لم يزد على ذلك ولم ينسبها وقال محمد بن عمر أم سفيان بن معمر حسنة أم شرحبيل بن حسنة وقال محمد بن إسحاق بل كانت حسنة أم شرحبيل امرأة سفيان بن معمر وله منها من الولد خالد وجنادة ابنا سفيان بن معمر وكان سفيان قديم الإسلام بمكة وهاجر الى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ومعه ابناه خالد وجنادة وشرحبيل بن حسنة وأمه حسنة هاجر بها أيضا الى أرض الحبشة هذا في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر على ما ذكرنا من رواية كل واحد منهما ولم يذكر موسى بن عقبة وأبو معشر سفيان بن معمر ولا أحدا من ولده في الهجرة الى أرض الحبشة‏.‏

 نبيه بن عثمان

ابن ربيعة بن وهبان بن حذافة بن جمح قال محمد بن عمر وكان قديم الإسلام بمكة وهاجر الى أرض الحبشة في الهجرة الثانية وأما في رواية محمد بن إسحاق فإن الذي هاجر الى أرض الحبشة أبوه عثمان بن ربيعة والله أعلم ولم يذكر موسى بن عقبة وأبو معشر واحدا منهما في روايتهما فيمن هاجر الى أرض الحبشة بني عامر بن لؤي بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه خولة بنت عمرو بن الحارث بن عمرو من عبس من اليمن وكان لسليط بن عمرو من الولد سليط بن سليط وأمه قهطم بنت علقمة بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وكان سليط من المهاجرين الأولين قديم الإسلام بمكة وهاجر الى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ومعه امرأته فاطمة بنت علقمة في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر في الهجرة الى أرض الحبشة وشهد سليط أحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه بكتابه الى هوذة بن علي الحنفي وذلك في محرم سنة سبع من الهجرة وقتل سليط بن عمرو يوم اليمامة شهيدا سنة اثنتي عشرة في خلافة أبي بكر الصديق وأخوه‏:‏‏.‏

 السكران بن عمرو

ابن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وأمه حبى بنت قيس بن ضبيس بن ثعلبة بن حبان بن غنم بن مليح بن عمرو من خزاعة وكان للسكران بن عمرو من الولد عبد الله وأمه سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وكان السكران بن عمرو قديم الإسلام بمكة وهاجر الى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ومعه امرأته سودة بنت زمعة وأجمعوا كلهم في روايتهم على ذلك أن السكران بن عمرو فيمن هاجر الى أرض الحبشة ومعه امرأته سودة بنت زمعة قال موسى بن عقبة وأبو معشر مات السكران بأرض الحبشة وقال محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر رجع السكران الى مكة فمات بها قبل الهجرة الى المدينة وخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأته سودة بنت زمعة فكانت أول امرأة تزوجها بعد موت خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي‏.‏

 مالك بن زمعة

ابن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي وهو أخو سودة بنت زمعة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكان قديم الإسلام وهاجر الى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ومعه امرأته عميرة بنت السعدي بن وقدان بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي أجمعوا على ذلك كلهم في روايتهم جميعا وتوفي مالك بن زمعة وليس له عقب أما أهل المدينة فيقولون اسمه عبد الله وأما أهل العراق وهشام بن محمد بن السائب فيقولون اسمه عمرو ثم اجتمعوا على نسبه فقالوا بن قيس بن زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي وأمه عاتكة وهي أم مكتوم بنت عبد الله بن عنكشة بن عامر بن مخزوم بن يقظة أسلم بن أم مكتوم بمكة قديما وكان ضرير البصر وقدم المدينة مهاجرا بعد بدر بيسير فنزل دار القراء وهى دار مخرمة بن نوفل وكان يؤذن للنبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة مع بلال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخلفه على المدينة يصلي بالناس في عامة غزوات رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن سالم عن الشعبي قال غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة غزوة ما منها غزوة إلا يستخلف بن أم مكتوم على المدينة وكان يصلي بهم وهو أعمى قال أخبرنا وكيع بن الجراح ومحمد بن عبد الله الأسدي ويحيى بن عباد قالوا حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن الشعبي قال استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم يؤم الناس وكان ضرير البصر قال أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا سفيان عن إسماعيل وجابر عن الشعبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلف بن أم مكتوم في غزوة تبوك يؤم الناس قال أخبرنا عمرو بن عاصم قال حدثنا همام عن قتادة قال استخلف النبي صلى الله عليه وسلم بن أم مكتوم مرتين على المدينة وهو أعمى قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا مجالد قال حدثنا الشعبي قال أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال حدثنا عيسى بن يونس عن مجالد عن الشعبي قال استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم بن أم مكتوم حين خرج الى بدر فكان يصلي بالناس وهو أعمى قال أبو عبد الله محمد بن سعد وقد روي لنا أن بن أم مكتوم هاجر الى المدينة قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وقبل بدر قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال كان أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار بن قصي فقلنا له ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هو مكانه وأصحابه على أثري ثم أتانا عمرو بن أم مكتوم الأعمى فقالوا له ما فعل من وراءك رسول الله وأصحابه فقال هم أولى على أثري قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا شعبة قال أنبأنا أبو إسحاق قال سمعت البراء يقول أول من قدم علينا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير وابن أم مكتوم فجعلا يقرئان الناس القرآن قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا أبو ظلال قال كنت عند أنس بن مالك فقال متى ذهبت عينك قال ذهبت وأنا صغير فقال أنس إن جبرائيل أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده بن أم مكتوم فقال متى ذهب بصرك قال وأنا غلام فقال قال الله تبارك وتعالى إذا ما أخذت كريمة عبدي لم أجد له بها جزاء إلا الجنة قال أخبرنا أنس بن عياض الليثي عن هشام بن عروة عن أبيه عن بن أم مكتوم أنه كان مؤذنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعمى قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن بن أم مكتوم كان مؤذنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعمى قال أخبرنا يزيد بن هارون عن الحجاج قال حدثني شيخ من أهل المدينة عن بعض بني مؤذني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان بلال يؤذن ويقيم بن أم مكتوم وربما أذن بن أم مكتوم وأقام بلال قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك بن شهاب عن سالم بن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي بن أم مكتوم قال وكان بن أم مكتوم رجلا أعمى لا ينادي حتى يقال له أصبحت أصبحت قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا بن عيينة عن الزهري عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بن أم مكتوم قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي بن أم مكتوم قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن موسى بن عبيدة أبي عبد العزيز الربذي عن نافع عن بن عمر قال كان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم بلال بن رباح وابن أم مكتوم قال فكان بلال يؤذن بليل ويوقظ الناس وكان بن أم مكتوم يتوخى الفجر فلا يخطئه فكان يقول كلوا واشربوا حتى يؤذن بن أم مكتوم قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا يعقوب بن عبد الله قال حدثنا عيسى بن جارية عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال جاء بن أم مكتوم الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن منزلي شاسع وأنا مكفوف البصر وأنا أسمع الأذان قال فإن سمعت الأذان فأجب ولو زحفا أو قال ولو حبوا قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن زياد بن فياض عن إبراهيم قال أتى عمرو بن أم مكتوم رسول الله فشكا قائده وقال إن بيني وبين المسجد شجرا فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمع الإقامة قال نعم فلم يرخص له قال أخبرنا يحيى بن عباد قال حدثنا يعقوب بن عبد الله قال حدثنا عيسى بن جارية عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل كلاب المدينة فأتاه بن أم مكتوم فقال يا رسول الله إن منزلي شاسع وأنا مكفوف البصر ولي كلب قال فرخص له أياما ثم أمره بقتل كلبه قال أخبرنا أبو معاوية الضرير قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا مع رجال من قريش فيهم عتبة بن ربيعة وناس من وجوه قريش وهو يقول لهم أليس حسنا أن جئت بكذا وكذا قال فيقولون بلى والدماء قال فجاء بن أم مكتوم وهو مشتغل بهم فسأله عن شيء فأعرض عنه فأنزل الله تعالى عبس وتولى أن جاءه الأعمى يعني بن أم مكتوم أما من استغنى يعني عتبة وأصحابه فأنت له تصدى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى يعني بن أم مكتوم قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا جويبر عن الضحاك في قوله عبس وتولى أن جاءه الأعمى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدى لرجل من قريش يدعوه الى الإسلام فأقبل عبد الله بن أم مكتوم الأعمى فجعل يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويعبس في وجهه ويقبل على الآخر وكلما سأله عبس في وجهه وأعرض عنه فغير الله رسوله فقال عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى الى قوله فأنت عنه تلهى فلما نزلت هذه الآية دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكرمه واستخلفه على المدينة مرتين قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن جابر قال سألت عامرا أيوم الأعمى القوم فقال استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أم مكتوم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني عبد الله بن نوح الحارثي عن أبي عفير يعني محمد بن سهل بن أبي حشمة قال استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة بن أم مكتوم حين خرج في غزوة قرقرة الكدر الى بني سليم وغطفان وكان يجمع بهم ويخطب الى جنب منبر يجعل المنبر عن يساره واستخلفه أيضا حين خرج في غزوة بني سليم ببحران ناحية القرع واستخلفه حين خرج الى غزوة أحد وحين خرج الى حمراء الأسد والى بني النضير والى الخندق والى بني قريظة وفي غزوة بني لحيان وغزوة الغابة وفي غزوة ذي قرد وفي عمرة الحديبية قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا أسامة بن زيد الليثي عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بن أم مكتوم ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي بلال قال أخبرنا قبيصة بن عقبة قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن عبد الله بن معقل قال نزل بن أم مكتوم على يهودية بالمدينة عمة رجل من الأنصار فكانت ترفقه وتؤذيه في الله ورسوله فتناولها فضربها فقتلها فرفع الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أما والله يا رسول الله إن كانت لترفقني ولكنها آذتني في الله ورسوله فضربتها فقتلتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبعدها الله تعالى فقد أبطلت دمها قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن زياد بن فياض عن أبي عبد الرحمن قال لما نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين فقال بن أم مكتوم يا رب ابتليتني فكيف أصنع فنزلت غير أولي الضرر قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله فقال عبد الله بن أم مكتوم أي رب أنزل عذري أنزل عذري فأنزل الله غير أولي الضرر فجعلت بينهما وكان بعد ذلك يغزو فيقول ادفعوا إلي اللواء فإني أعمى لا أستطيع أن أفر وأقيموني بين الصفين قال أخبرنا عفان بن مسلم ووهب بن جرير قالا حدثنا شعبة قال عفان قال شعبة أبو إسحاق أنبأني قال سمعت البراء وقال وهب عن أبي إسحاق عن البراء قال لما نزلت هذه الآية لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا وأمره فجاء بكتف وكتبها فجاء بن أم مكتوم فشكا ضرارته الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت غير أولي الضرر قال أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسي قال أخبرنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن رجل عن زيد بن ثابت قال لما نزلت هذه الآية لا يستوي القاعدون من المؤمنين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكتف ودعاني وقال اكتب وجاء بن أم مكتوم فذكر ما به من الضرر فنزلت غير أولي الضرر قال أخبرنا سعيد بن منصور قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزياد عن أبيه عن خارجة بن زيد عن زيد بن ثابت قال كنت الى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فغشيته السكينة فوقعت فخذه على فخذي فما وجدت شيئا أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم سري عنه فقال له اكتب يا زيد فكتبت في كتف لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله فقام عمرو بن أم مكتوم وكان أعمى لما سمع فضيلة المجاهدين فقال يا رسول الله فكيف بمن لا يستطيع الجهاد فما انقضى كلامه حتى غشيت رسول الله صلى الله عليه وسلم السكينة فوقعت فخذه على فخذي فوجدت من ثقلها ما وجدت في المرة أولى ثم سري عنه فقال اقرأ يا زيد فقرأت لا يستوي القاعدون من المؤمنين فقال اكتب غير أولي الضرر قال زيد أنزلها الله وحدها فكأني أنظر الى ملحقها عند صدع الكتف قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان قال قال بن شهاب حدثني سهل بن سعد الساعدي أنه قال رأيت مروان بن الحكم جالسا في المسجد فأقبلت حتى جلست الى جنبه فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أملى عليه لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله قال فجاءه بن أم مكتوم وهو يمليها فقال يا رسول الله لو أستطيع الجهاد لجاهدت وكان رجلا أعمى قال فأنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم وفخذه على فخذي فثقلت حتى هممت ترض فخذي ثم سري عنه فأنزل الله تعالى عليه غير أولي الضرر قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن سهل بن سعد عن مروان بن الحكم عن زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك أن عبد الله بن أم مكتوم يوم القادسية كانت معه راية سوداء وعليه درع له قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا أبو هلال الراسبي عن قتادة عن أنس بن مالك أن بن أم مكتوم خرج يوم القادسية عليه درع سابغة قال أخبرنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو هلال عن قتادة عن أنس أن عبد الله بن زائدة وهو بن أم مكتوم كان يقاتل يوم القادسية وعليه درع له حصينة سابغة قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا معمر بن قتادة عن أنس أن بن أم مكتوم شهد القادسية ومعه الراية قال محمد بن عمر ثم رجع الى المدينة فمات بها ولم يسمع له بذكر بعد عمر بن الخطاب بني فهر بن مالك‏.‏

 سهل بن بيضاء

وهى أمه وأبوه وهب بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك وأمه البيضاء وهي دعد بنت جحدم بن عمرو بن عائش بن ظرب بن الحارث بن فهر أسلم بمكة وكتم إسلامه فأخرجته قريش معها في نفير بدر فشهد بدرا مع المشركين فأسر يومئذ فشهد له عبد الله بن مسعود أنه رآه يصلي بمكة فخلي عنه والذي روى هذه القصة في سهيل بن البيضاء قد أخطأ سهيل بن بيضاء أسلم قبل عبد الله بن مسعود ولم يستخف بإسلامه وهاجر الى المدينة وشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلما لا شك فيه فغلط من روى ذلك الحديث ما بينه وبين أخيه لأن سهيلا أشهر من أخيه سهل والقصة في سهل وأقام سهل بالمدينة بعد ذلك وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم بعض المشاهد وبقي بعد النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

 عمرو بن الحارث

ابن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبه بن الحارث بن فهر بن مالك وأمه هند بنت المضرب بن عمرو بن وهب بن حجير بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي وكان قديم الإسلام بمكة وهاجر الى أرض الحبشة في الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر ولم يذكره موسى بن عقبة وأبو معشر فيمن هاجر الى أرض الحبشة‏.‏

 عثمان بن عبد غنم

ابن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك وكان هشام بن محمد يقول في كتاب النسب هو عامر بن عبد غنم ويكنى أبا نافع وأمه بنت عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة عمة عبد الرحمن بن عوف وكان له من الولد نافع وسعيد وأمهما برزة بنت مالك بن عبيد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة وكان قديم الإسلام بمكة وهاجر الى أرض الحبشة في الهجرة الثانية في رواية موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر ومات بعد ذلك ولا عقب له‏.‏

 سعيد بن عبد قيس

ابن لقيط بن عامر بن أمية بن الحارث بن فهر بن مالك وكان قديم الإسلام بمكة وهاجر الى أرض الحبشة في الهجرة الثانية في رواية موسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وأبي معشر ومحمد بن عمر سائر العرب‏.‏

 عمرو بن عبسة

ابن خالد بن حذيفة بن عمرو بن خلف بن مازن بن مالك بن ثعلبة بن بهثة بن سليم بن منظور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر ويكنى أبا نجيح قال أخبرنا يزيد بن مروان قال أخبرنا جرير بن عثمان قال حدثنا سليم بن عامر عن عمرو بن عبسة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعكاظ فقلت من تبعك في هذا الأمر قال حر وعبد وليس معه إلا أبو بكر وبلال فقال انطلق حتى يمكن الله لرسوله قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا معاوية بن صالح عن أبي يحيى سليم بن عامر وضمرة وأبي طلحة أنهم سمعوا أبا أمامة الباهلي يحدث عن عمرو بن عبسة قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل بعكاظ قال قلت يا رسول الله من معك في هذا الأمر قال معي رجلان أبو بكر وبلال قال فأسلمت عند ذلك قال فلقد رأيتني ربع الإسلام قال فقلت يا رسول الله أمكث معك أم ألحق بقومي قال الحق بقومك قال فيوشك الله تعالى أن يفي بمن ترى ويحيي الإسلام قال ثم أتيته قبل فتح مكة فسلمت عليه قال وقلت يا رسول الله أنا عمرو بن عبسة السلمي أحب أن أسألك عما تعلم وأجهل وينفعني ولا يضرك قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن سلمة عن يعلي بن عطاء عن يزيد بن طلق عن عبد الرحمن بن البيلماني عن عمرو بن عبسة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله من أسلم قال حر وعبد أو قال عبد وحر يعني أبا بكر وبلال قال فأنا رابع الإسلام قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا عبد الرحمن بن عثمان الأشجعي عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن عمرو بن عبسة أنه كان ثالثا أو رابعا في الإسلام قال أخبرنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثنا شداد بن عبد الله أبو عمار وكان قد أدرك نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال أبو أمامة يا عمرو بن عبسة لصاحب العقل رجل من بني سليم بأي شيء تدعي أنك ربع الإسلام قال أني كنت في الجاهلية أرى الناس على ضلالة ولا أرى الأوثان بشيء ثم سمعت عن رجل يخبر أخبارا بمكة ويحدث بأحاديث فركبت راحلتي حتى قدمت مكة فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم مستخفيا وإذا قومه عليه جزءان فتلطفت حتى دخلت عليه فقلت ما أنت قال أنا نبي فقلت وما نبي قال رسول الله قلت الله أرسلك قال نعم قلت فبأي شيء قال بأن يوحد الله ولا يشرك به شيء وكسر الأوثان وصلة الأرحام فقلت له من معك على هذا قال حر وعبد وإذا معه أبو بكر وبلال فقلت له إني متبعك قال إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا ولكن ارجع الى أهلك فإذا سمعت لي قد ظهرت فالحق بي قال فرجعت الى أهلي وخرج النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا الى المدينة وقد أسلمت قال فجعلت أتخبر الأخبار حتى جاء ركبه من يثرب فقلت ما فعل هذا الرجل المكي الذي أتاكم فقالوا أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذاك وحيل بينهم وبينه وتركت الناس إليه سراعا فركبت راحلتي حتى قدمت عليه المدينة فدخلت عليه فقلت يا رسول الله تعرفني قال نعم الست الذي أتيتني بمكة فقلت بلى فقلت يا رسول الله علمني مما علمك الله وأجهل فقال إذا صليت الصبح فأقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس فإذا طلعت فلا تصل حتى ترتفع فإنها تطلع بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار فإذا ارتفعت قيد رمح أو رمحين فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى يستقبل الرمح بالظل ثم أقصر عن الصلاة فإنها حينئذ تسجد جهنم فإذا فاء الفيء فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار قال قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء فقال ما منكم من رجل يقرب وضوءه فيمضمض ويمج ثم يستنشق وينثر إلا جرت خطايا فيه وخياشيمه مع الماء ثم يغسل وجهه كما أمره الله إلا جرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء ثم يغسل يديه الى المرفقين إلا جرت خطايا يديه من أطراف أنامله مع الماء ثم يمسح رأسه رأسه كما أمره الله إلا جرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء ثم يغسل قدميه الى الكعبين كما أمره الله إلا جرت خطايا قدميه من أطراف أصابعه مع الماء ثم يقوم ويحمد الله ويثني عليه الذي هو له أهل ثم يركع ركعتين إلا انصرف من ذنوبه كهيئته يوم ولدته أمه فقال أبو أمامة يا عمرو بن عبسة انظر ماذا تقول أأنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعطى الرجل هذا كله في مقامه فقال عمرو بن عبسة يا أبا أمامة لقد كبرت سني ورق عظمي واقترب أجلي وما بي من حاجة أكذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم لو لم أسمعه من رسول الله إلا مرة أو مرتين أو ثلاثا لقد سمعته سبعا أو ثمانيا أو أكثر من ذلك قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني الحجاج بن صفوان عن بن أبي حسين عن شهر بن حوشب عن عمرو بن عبسة السلمي قال رغبت عن آلهة قومي في الجاهلية وذلك أنها باطل فلقيت رجلا من الكتاب من أهل تيماء فقلت أني امرؤ ممن يعبد الحجارة فينزل الحي ليس معهم إله فخرج الرجل منهم فيأتي بأربعة أحجار فينصب ثلاثة لقدره ويجعل أحسنها إلها يعبده ثم لعله يجد ما هو أحسن منه قبل أن يرتحل فيتركه ويأخذ غيره إذا نزل منزلا سواه فرأيت أنه إله باطل لا ينفع ولا يضر فدلني على خير من هذا فقال يخرج من مكة رجل يرغب عن آلهة قومه ويدعو الى غيرها فإذا رأيت ذلك فاتبعه فإنه يأتي بأفضل الدين فلم تكن لي همة من ذلك إلا مكة فآتي فأسأل هل حدث فيها حدث فيقال لا ثم قدمت مرة فسألت فقالوا حدث فيها رجل يرغب عن آلهة قومه ويدعو الى غيرها فرجعت الى أهلي فشددت راحلتي برحلها ثم قدمت منزلي الذي كنت أنزل بمكة فسالت عنه فوجدته مستخفيا ووجدت قريشا عليه أشداء فتلطفت حتى دخلت عليه فسألته فقلت أي شيء أنت قال نبي قلت ومن أرسلك قال الله قلت وبم أرسلك قال بعبادة الله وحده لا شريك له ويحقن الدماء وبكسر الأوثان وصلة الرحم وأمان السبيل فقلت نعم ما أرسلت به قد آمنت بك وصدقتك أتأمرني أمكث معك أو أنصرف فقال ألا ترى كراهة الناس ما جئت به فلا تستطيع أن تمكث كن في أهلك فإذا سمعت بي قد خرجت مخرجا فاتبعني فمكثت في أهلي حتى إذا خرج الى المدينة سرت إليه فقدمت المدينة فقلت يا نبي الله أتعرفني قال نعم أنت السلمي الذي أتيتني بمكة فسألتني عن كذا وكذا فقلت لك كذا وكذا فاغتنمت ذلك المجلس وعلمت أن لا يكون الدهر أفرغ قلبا لي منه في ذلك المجلس فقلت يا نبي الله أي الساعات أسمع قال الثلث الأخر فإن الصلاة مشهودة مقبولة حتى تطلع الشمس فإذا رأتيها طلعت حمراء كأنها الحجفة فأقصر عنها فإنها تطلع بين قرني شيطان فيصلي لها الكفار فإذا ارتفعت قيد رمح أو رمحين فإن الصلاة مشهودة مقبولة حتى يساوي الرجل ظله فأقصر عنها فإنها حينئذ تسجد جهنم فإذا فاء الفيء فصل فإن الصلاة مشهودة مقبولة حتى تغرب الشمس فإذا رأيتها غربت حمراء كأنها الحجفة فأقصر ثم ذكر الوضوء فقال إذا توضأت فغسلت يديك ووجهك ورجليك فإن جلست كان ذلك لك طهورا وإن قمت فصلت وذكرت ربك بما هو أهله انصرفت من صلاتك كهيئتك يوم ولدتك أمك من الخطايا قال محمد بن عمر لما أسلم عمرو بن عبسة بمكة رجع الى بلاد قومه بني سليم وكان ينزل بصفة وحاذة وهى من أرض بني سليم فلم يزل مقيما هناك حتى مضت بدر وأحد والخندق والحديبية وخيبر ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك المدينة بن جنادة بن كعيب بن صعير بن الوقعة بن حرام بن سفيان بن عبيد بن حرام بن غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر قال أخبرنا محمد بن بن عمر قال سمعت موسى بن عبيدة يخبر عن نعيم بن عبد الله المجمر عن أبيه قال اسم أبي ذر جندب بن جنادة وكذلك قال محمد بن عمر وهشام بن محمد بن السائب الكلبي وغيرهما من أهل العلم قال محمد بن عمر وسمعت أبا معشر نجيحا يقول واسم أبي ذر برير بن جنادة قال أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أبو النضر قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت الغفاري عن أبي ذر قال خرجنا من قومنا غفار وكانوا يحلون الشهر الحرام فخرجت أنا وأخي أنيس وأمنا فانطلقنا حتى نزلنا على خال لنا فأكرمنا خالنا وأحسن إلينا قال فحسدنا قومه فقالوا له إنك إذا خرجت عن أهلك خالف إليهم أنيس قال فجاء خالنا فنثا علينا ما قيل له فقلت أما ما مضى من معروف فقد كدرت ولا جماع لك فيما بعد قال فقربنا صرمتنا فاحتملنا عليها وتغطى خالنا بثوبه وجعل يبكي فانطلقنا حتى نزلنا بحضرة مكة فنافر أنيس عن صرمتنا وعن مثلها فأتيا الكاهن فخبر أنيسا بما هو عليه قال فأتانا بصرمتنا ومثلها معها وقد صليت بابن أخي قبل أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين فقلت لمن قال لله فقلت أين توجه قال أتوجه حيث يوجهني الله أصلي عشاء حتى إذا كان من آخر السحر ألقيت كأني خفاء حتى تعلوني الشمس فقال أنيس إن لي حاجة بمكة فاكفني حتى آتيك فانطلق أنيس فراث علي يعني أبطأ ثم جاء فقلت ما حبسك قال لقيت رجلا بمكة على دينك يزعم أن الله أرسله قال فما يقول الناس له قال يقولون شاعر كاهن ساحر وكان أنيس أحد الشعراء فقال أنيس والله لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم ولقد وضعت قوله على أقراء الشعر فلا يلتئم على لسان أحد بعيد أنه شعر والله إنه لصادق وإنهم لكاذبون فقلت اكفني حتى أذهب فأنظر قال نعم وكن من أهل مكة على حذر فإنهم قد شنعوا له وتجهموا له فانطلقت فقدمت مكة فاستضعفت رجلا منهم فقلت أين هذا الذي تدعون الصابئ قال فأشار الي فقال هذا الصابئ فمال على أهل الوادي بكل مدرة وعظم فخررت مغشيا علي فارتفعت حين ارتفعت كأني نصب أحمر فأتيت زمزم فشربت من مائها وغسلت عني الدماء فلبثت بها يا بن أخي ثلاثين من بين ليلة ويوم ما لي طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني وما وجدت على كبدي سخفة جوع قال فبينا أهل مكة في ليلة قمراء إضحيان إذ ضرب الله على أصمختهم فما يطوف بالبيت أحد منهم غير امرأتين فأتتا علي وهما تدعوان إسافا ونائلة قال فقلت أنكحا أحدهما الأخر فما ثناهما ذاك عن قولها قال فاتتا علي فقلت هنا مثل الخشبة غير أني لم أكن فانطلقتا تولولان وتقولان لو كان هاهنا أحد من أنفارنا قال فاستقبلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وهما هابطان من الجبل فقال ما لكما قالتا الصابئ بين الكعبة وأستارها قال فما قال لكما قالتا قال لنا كلمة تملأ الفم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه فاستلما الحجر وطافا بالبيت ثم صلى فأتيته حين قضى صلاته فكنت أول من حياه بتحية السلام فقال وعليك رحمة الله ممن أنت قال قلت من غفار فأهوى بيده على جبهته هكذا قال قلت في نفسي كره أني انتميت إلي غفار فذهبت آخذ بيده فقد عنى صاحبه وكان أعلم به مني فقال متى كنت هاهنا قلت كنت هاهنا منذ ثلاثين من بين ليلة ويوم قال فمن كان يطعمك قال قلت ما كان لي طعام إلا ماء زمزم فسمنت حتى تكسرت عكن بطني فما وجدت على كبدي سخفة جوع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها مباركة إنها طعام طعم قال أبو بكر يا رسول الله ائذن لي في طعامه الليلة قال ففعل فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وانطلقت معهما ففتح أبو بكر بابا فجعل يقبض لنا من زبيب الطائف فقال أبو ذر فذاك أول طعام أكلته بها قال فغبرت ما غبرت فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه قد وجهت الى أرض ذات نخل ولا أحسبها إلا يثرب فهل أنت مبلغ عني قومك عسى الله أن ينفعهم بك ويأجرك فيهم فانطلقت حتى لقيت أخي أنيسا فقال ما صنعت قلت صنعت أني قد أسلمت وصدقت قال أنيس ما بي رغبة عن دينك فإني قد أسلمت وصدقت قال فأتينا أمنا فقالت ما بي رغبة عن دينكما فإني قد أسلمت وصدقت قال فاحتملنا فأتينا قومنا فأسلم نصفهم قبل أن يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكان يؤمهم إيماء بن رخصة وكان سيدهم وقال بقيتهم إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسلمنا فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم بقيتهم وجاءت أسلم فقالوا يا رسول الله نسلم على الذي أسلم إخوتنا فأسلموا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن يحيى بن شبل عن خفاف بن إيماء بن رحضة قال كان أبو ذر رجلا يصيب الطريق وكان شجاعا يتفرد وحده يقطع الطريق ويغير على الصرم في عماية الصبح على ظهر فرسه أو على قدميه كأنه السبع فيطرق الحي ويأخذ ما أخذ ثم إن الله قذف في قلبه الإسلام وسمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ بمكة يدعو مختفيا فأقبل يسأل عنه حتى أتاه في منزله وقبل ذلك قد طلب من يوصله الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجد أحدا فانتهى الى الباب فاستأذن فدخل وعنده أبو بكر وقد أسلم قبل ذلك بيوم أو يومين وهو يقول يا رسول الله والله لا نستسر بالإسلام ولنظهرنه فلا يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقلت يا محمد الى م تدعو قال الى الله وحده لا شريك له وخلع الأوثان وتشهد أني رسول الله فقلت اشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنك رسول الله ثم قال أبو ذر يا رسول الله إني منصرف الى أهلي وناظر متى يؤمر بالقتال فألحق بك فإني أرى قومك عليك جميعا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبت فانصرف فكان يكون بأسفل ثنية غزال فكان يعترض لعيرات قريش فيقتطعها فيقول لا أرد إليكم منها شيئا حتى تشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإن فعلوا رد عليهم ما أخذ منهم وإن أبوا لم يرد عليهم شيئا فكان على ذلك حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومضى بدر وأحد ثم قدم فأقام بالمدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني نجيح أبو معشر قال كان أبو ذر يتأله في الجاهلية ويقول لا إله إلا الله ولا يعبد الأصنام فمر عليه رجل من أهل مكة بعدما أوحي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا ذر إن رجلا بمكة يقول مثل ما تقول لا إله إلا الله ويزعم أنه نبي قال ممن هو قال من قريش قال فأخذ شيئا من بهش وهو المقل فتزوده حتى قدم مكة فرأى أبا بكر يضيف الناس ويطعمهم الزبيب فجلس معهم فأكل ثم سأل من الغد هل أنكرتم على أحد من أهل مكة شيئا فقال رجل من بني هاشم نعم بن عم لي يقول لا اله الا الله ويزعم أنه نبي قال فدلني عليه قال فدله والنبي صلى الله عليه وسلم راقد على دكان قد سدل ثوبه على وجهه فنبهه أبو ذر فانتبه فقال انعم صباحا فقال له النبي عليك السلام قال له أبو ذر أنشدني ما تقول فقال ما أقول الشعر ولكنه القران وما أنا قلته ولكن الله قاله قال اقرأ علي فقرأ عليه سورة من القران فقال أبو ذر أشهد الا إله الا الله وأشهد أن محمدا رسوله فسأله النبي صلى الله عليه وسلم ممن أنت فقال من بني غفار قال فعجب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يقطعون الطريق فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يرفع بصره فيه ويصوبه تعجبا من ذلك لما كان يعلم منهم ثم قال إن الله يهدي من يشاء فجاء أبو بكر وهو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بإسلامه فقال له أبو بكر أليس ضيفي أمس فقال بلى قال فانطلق معي فذهب مع أبي بكر الى بيته فكساه ثوبين ممشقين فأقام أياما ثم رأى امرأة تطوف بالبيت وتدعو بأحسن دعاء في الأرض تقول أعطني كذا وكذا وافعل بي كذا وكذا ثم قالت في آخر ذلك يا إساف ويا نائلة قال أبو ذر أنكحي أحدهما صاحبه فتعلقت به وقالت أنت صابئ فجاء فتية من قريش فضربوه وجاء ناس من بني بكر فنصروه وقالوا ما لصاحبنا يضرب وتتركون صباتكم فتحاجزوا فيما بينهم فجاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أما قريش فلا أدعهم حتى أثأر منهم ضربوني فخرج حتى أقام بعسفان وكلما أقبلت عير لقريش يحملون الطعام ينفر بهم على ثنية غزال فتلقى أحمالها فجمعوا الحنط قال يقول أبو ذر لقومه لا يمس أحد حبة حتى تقولوا لا اله الا الله فيقولون لا اله الا الله ويأخذون الغرائر قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن أبي ذر قال كنت في الإسلام خامسا قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثني نجيح أبو معشر عن محمد بن قيس عن حكام بن أبي وضاح البصري قال كان إسلام أبي ذر رابعا أو خامسا قال أخبرنا عمرو بن حكام البصري قال حدثنا المثنى بن سعيد القسام القصير قال أخبرنا أبو جمرة الضبعي أن بن عباس أخبرهم ببدء إسلام أبي ذر قال لما بلغه أن رجلا خرج بمكة يزعم أنه نبي أرسل أخاه فقال اذهب فأتني بخبر هذا الرجل وبما تسمع منه فانطلق الرجل حتى أتى مكة فسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع الى أبي ذر فأخبره أنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويأمر بمكارم الأخلاق فقال أبو ذر ما شفيتني فخرج أبو ذر ومعه شنة فيها ماؤه وزاده حتى أتى مكة ففرق أن يسأل أحدا عن شيء ولما يلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدركه الليل فبات في ناحية المسجد فلما أعتم مر به فقال ممن الرجل قال رجل من غفار قال قم الى منزلك قال فانطلق به الى منزله ولم يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء وغدا أبو ذر يطلب فلم يلقه وكره أن يسأل أحدا عنه فعاد فنام حتى أمسى فمر بي علي فقال أما ان للرجل أن يعرف منزله فانطلق به فبات حتى أصبح لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء فأصبح اليوم الثالث فأخذ على علي لئن أفشي إليه الذي يريد ليكتمن عليه وليسترنه ففعل فأخبره أنه بلغه خروج هذا الرجل يزعم أنه نبي فأرسلت خي ليأتيني بخبره وبما سمع منه فلم يأتني بما يشفيني من حديثه فجئت بنفسي لالقاه فقال له علي إني غاد فاتبع أثري فإني إن رأيت ما أخاف عليك اعتللت بالقيام كأني أهريق الماء فآتيك وإن لم أر أحدا فاتبع أثري حتى تدخل حيث أدخل ففعل حتى دخل على أثر علي على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر وسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم من ساعته ثم قال يا نبي الله ما تأمرني قال ترجع الى قومك حتى يبلغك أمري قال فقال له والذي نفسي بيده لا أرجع حتى أصرخ بالإسلام في المسجد قال فدخل المسجد فنادى بأعلى صوته أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم قال فقال المشركون صبأ الرجل صبأ الرجل فضربوه حتى صرع فأتاه العباس فأكب عليه وقال قتلتم الرجل يا معشر قريش أنتم تجار طريقكم على غفار فتريدون أن يقطع الطريق فأمسكوا عنه ثم عاد اليوم الثاني فصنع مثل ذلك ثم ضربوه حتى صرع فأكب عليه العباس وقال لهم مثل ما قال في أول مرة فأمسكوا عنه وكان ذلك بدء إسلام أبي ذر قال أخبرنا محمد بن عمر قال أخبرنا من سمع إسماعيل بن أبي حكيم يخبر عن سليمان بن يسار قال قال أبو ذر حدثنان إسلامه لابن عمه يا بن الأمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما ذهبت عنك أعرابيتك بعد قال محمد بن إسحاق آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أبي ذر الغفاري والمنذر بن عمرو أحد بني ساعدة وهو المعنق ليموت وأنكر محمد بن عمر هذه المؤاخاة بين أبي ذر والمنذر بن عمرو وقال لم تكن المؤاخاة إلا قبل بدر فلما نزلت اية المواريث انقطعت المؤاخاة وأبو ذر حين أسلم رجع الى بلاد قومه فأقام بها حتى مضت بدر وأحد والخندق ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بعد ذلك قال أخبرنا محمد بن الفضيل عن مطرف عن أبي الجهم عن خالد بن وهبان وكان بن خالة أبي ذر عن أبي ذر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يستأثرون بالفئ قال قلت إذا والذي بعثك بالحق أضرب بسيفي حتى ألحق به فقال أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك اصبر حتى تلقاني قال أخبرنا هشيم قال أخبرنا حصين عن زيد بن وهب قال مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر قال فقلت ما أنزلك منزلك هذا قال كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله وقال معاوية نزلت في أهل الكتاب قال فقلت نزلت فينا وفيهم قال فكان بيني وبينه في ذلك كلام فكتب يشكوني الى عثمان قال فكتب الي عثمان أن أقدم المدينة فقدمت المدينة وكثر الناس علي كأنهم لم يروني قبل ذلك قال فذكر ذلك لعثمان فقال لي إن شئت تنحيت فكنت قريبا فذاك أنزلني هذا المنزل ولو أمر علي حبشي لسمعت ولأطعت قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام بن حسان عن محمد بن سيرين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر إذا بلغ النبأ سلعا فاخرج منها ونحا بيده نحو الشام ولا أرى أمراءك يدعونك قال يا رسول الله أفلا أقاتل من يحول بيني وبين أمرك قال لا قال فما تامرني قال اسمع واطع ولو لعبد حبشي قال فلما كان ذلك خرج الى الشام معاوية الى عثمان إن أبا ذر قد أفسد الناس بالشام فبعث إليه عثمان فقدم عليه ثم بعثوا أهله من بعده فوجدوا عنده كيسا أو شيئا فظنوا أنه دراهم فقالوا ما شاء الله فإذا هي فلوس فلما قدم المدينة قال له عثمان كن عندي تغدو عليك وتروح اللقاح قال لا حاجة لي في دنياكم ثم قال أئذن لي حتى أخرج الى الربذة فأذن له فخرج الى الربذة وقد أقيمت الصلاة وعليها عبد لعثمان حبشي فتأخر فقال أبو ذر تقدم فصل فقد أمرت أن أسمع وأطيع ولو لعبد حبشي فأنت عبد حبشي قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب قال حدثني رجل من أصحاب الأجر عن شيخين من بني ثعلبة رجل وامرأته قالا نزلنا الربذة فمر بنا شيخ أشعث أبيض الرأس واللحية فقالوا هذا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذناه أن نغسل رأسه فأذن لنا واستأنس بنا فبينا نحن كذلك إذ أتاه نفر من أهل العراق حسبته قال من أهل الكوفة فقالوا يا أبا ذر فعل ربك هذا الرجل وفعل فهل أنت ناصب لنا راية فلنكمل برجال ما شئت فقال يا أهل الإسلام لا تعرضوا علي ذاكم ولا تذلوا السلطان فإنه من أذل السلطان فلا توبة له والله لو أن عثمان صلبني على أطول خشبة أو أطول جبل لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورئيت أن ذاك خير لي ولو سيرني ما بين الأفق الى الأفق أو قال ما بين المشرق والمغرب لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورئيت أن ذاك خير لي ولو ردني الى منزلي لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورئيت أن ذاك خير لي قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا جعفر بن برقان عن ثابت بن الحجاج عن عبد الله بن سيدان السلمي قال تناجى أبو ذر وعثمان حتى ارتفعت أصواتهما ثم انصرف أبو ذر متبسما فقال له الناس ما لك ولأمير المؤمنين قال سامع مطيع ولو أمرني أن آتي صنعاء أو عدن ثم استطعت أن أفعل لفعلت وأمره عثمان أن يخرج الى الربذة قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان بن حسين عن الحكم بن عيينة عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال كنت ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حمار وعليه بردعة أو قطيفة قال أخبرنا عبد الله بن نمير قال أخبرنا الأعمش عن عثمان بن عمير عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي عن عبد الله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو أمية بن يعلى عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر من سره أن ينظر الى تواضع عيسى بن مريم فلينظر الى أبي ذر قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا سلام بن مسكين قال حدثنا مالك بن دينار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيكم يلقاني على الحال التي أفارقه عليها فقال أبو ذر أنا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم صدقت ثم قال ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر من سره أن ينظر الى زهد عيسى بن مريم فلينظر الى أبي ذر قال أخبرنا سليمان بن حرب والحسن بن موسى قالا حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن بلال بن أبي الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر قال أخبرنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي قال حدثنا أبو حرة عن محمد بن سيرين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو قال سمعت عراك بن مالك يقول قال أبو ذر إني لأقربكم مجلسا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة وذلك أني سمعته صلى الله عليه وسلم يقول أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كهيئة ما تركته فيها وإنه والله ما منكم من أحد إلا وقد تشبث منها بشيء غيري قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا أبو كعب صاحب الحرير قال حدثنا أبو الأصفر عن الأحنف بن قيس قال أتيت المدينة ثم أتيت الشام فجمعت فإذا أنا برجل لا ينتهي الى سارية إلا خر أهلها يصلي ويخف صلاته قال فجلست إليه فقلت له يا عبد الله من أنت قال أنا أبوذر فقال لي فأنت من أنت قال قلت أنا الأحنف بن قيس قال قم عني لا أعدك بشر فقلت له كيف تعدني بشر قال إن هذا يعني معاوية نادى مناديه ألا يجالسني أحد قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا سلام أبو المنذر عن محمد بن واسع عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال أوصاني خليلي بسبع أمرني بحب المساكين والدنو منهم وأمرني أن أنظر الى من هو دوني ولا أنظر الى من هو فوقي وأمرني أن لا أسأل أحدا شيئا وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت وأمرني أن أقول الحق وإن كان مرا وأمرني أن لا أخاف في الله لومة لائم وأمرني أن أكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله فإنهن من كنز تحت العرش قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا همام قال أخبرنا قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن عبد الله بن الصامت أنه كان مع أبي ذر فخرج عطاؤه ومعه جارية له قال فجعلت تقضي حوائجه قال ففضل معها سلع قال فامرها أن تشتري به فلوسا قال قلت لو ادخرته للحاجة تبوء بك أو للضيف ينزل بك قال إن خليلي عهد إلي أن أي مال ذهب أو فضة أوكي عليه فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في سبيل الله قال أخبرنا سليمان بن حرب قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا قتادة عن سعيد بن أبي الحسن أن أبا ذر كان عطاؤه أربعة آلاف فكان إذا أخذ عطاءه دعا خادمه فسأله عما يكفيه لسنة فاشتراه له ثم اشترى فلوسا بما بقي وقال إنه ليس من وعى ذهبا أو فضة يوكي عليه إلا وهو يتلظى على صاحبه قال أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي نعامة السعدي عن الأحنف بن قيس قال قال لي أبو ذر خذ العطاء ما كان متعة فإذا كان دينا فارفضه قال أخبرنا عبد الله بن عمرو أبو معمر المنقري قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن الحسين المعلم عن أبي بريدة قال لما قدم أبو موسى الأشعري لقي أبا ذر فجعل أبو موسى يلزمه وكان الأشعري رجلا خفيف اللحم قصيرا وكان أبو ذر رجلا أسود كث الشعر فجعل الأشعري يلزمه ويقول أبو ذر إليك عني ويقول الأشعري مرحبا بأخي ويدفعه أبو ذر ويقول لست بأخيك إنما كنت أخاك قبل أن تستعمل قال ثم لقي أبا هريرة فالتزمه وقال مرحبا بأخي فقال أبو ذر إليك عني هل كنت عملت لهؤلاء قال نعم قال هل تطاولت في البناء أو اتخذت زرعا أو ماشية قال لا قال أنت أخي أنت أخي قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا صالح بن رستم أبو عامر عن حميد بن هلال عن الأحنف بن قيس قال رأيت أبا ذر رجلا طويلا آدم أبيض الرأس واللحية قال أخبرنا الفضل بن دكين قال حدثنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن كليب بن شهاب الجرمي قال سمعت أبا ذر يقول ما يوئسني رقة عظمي ولا بياض شعري أن ألقى عيسى بن مريم قال أخبرنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا موسى بن عبيدة عن عبد الله بن خراش قال رأيت أبا ذر في مظلة وتحته امرأة سحماء قال محمد بن سعد وقال غير عبيد الله في هذا الحديث مظلة شعر قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا محمد بن دينار قال حدثنا يونس عن محمد قال سألت بن أخت لأبي ذر ما ترك أبو ذر فقال ترك أتانين وعفوا وأعنزا وركائب قال العفو الحمار الذكر قال أخبرنا عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ قال حدثنا سعيد بن أبي أيوب عن عبد الله بن أبي جعفر القرشي عن سالم بن أبي سالم الجيشاني عن أبيه عن أبي ذر أنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر إني أراك ضعيفا وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تأمرن على اثنين ولا تولين مال يتيم قال أخبرنا خالد بن مخلد البجلي قال حدثني سليمان بن بلال قال حدثني يحيى بن سعيد قال أخبرني الحارث بن يزيد الحضرمي أن أبا ذر سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الإمارة فقال إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها قال أخبرنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال حدثنا غالب بن عبد الرحمن قال لقيت رجلا قال كنت أصلي مع أبي ذر في بيت المقدس فكان إذا دخل خلع خفيه فإذا بزق أو تنخع تنخع عليهما أو قال ولو جمع ما في بيته لكان رداء هذا الرجل أفضل من جميع ما في بيته قال جعفر فذكرت هذا الحديث لمهران بن ميمون فقال ما أراه كان ما في بيته يسوى درهمين قال أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي قال حدثنا مسعود بن سعد الجعفي عن الحسن بن عبيد الله عن رياح بن الحارث عن ثعلبة بن الحكم عن علي أنه قال لم يبق اليوم أحد لا يبالي في الله لومة لائم غير أبي ذر ولا نفسي ثم ضرب بيده على صدره قال أخبرنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال أخبرني أبو حرب بن أبي الأسود قال بن جريج ورجل عن زاذان قالا سئل علي عن أبي ذر فقال وعى علما عجز فيه وكان شحيحا حريصا شحيحا على دينه حريصا على العلم وكان يكثر السؤال فيعطى ويمنع أما أن قد ملئ له في وعائه حتى امتلأ فلم يدروا ما يريد بقوله وعى علما عجز فيه أعجز عن كشف ما عنده من العلم أم عن طلب ما طلب من العلم الى النبي صلى الله عليه وسلم قال أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال حدثنا عبد الله بن الصامت قال دخلت مع أبي ذر في رهط من غفار على عثمان بن عفان من الباب الذي لا يدخل عليه منه قال وتخوفنا عثمان عليه قال فانتهى إليه فسلم عليه قال ثم ما بدأه بشيء إلا أن قال أحسبتني منهم يا أمير المؤمنين والله ما أنا منهم ولا أدركهم لو أمرتني أن آخذ بعرقوتي قتب لأخذت بهما حتى أمرت قال ثم استأذنه الى الربذة قال فقال نعم نأذن لك ونأمر لك بنعم من نعم الصدقة فتصيب من رسلها فقال فنادى أبو ذر دونكم معاشر قريش دنياكم فاعذموها لا حاجة لنا فيها قال فما نراه بشيء قال فانطلق وانطلقت معه حتى قدمنا الربذة قال فصادفنا مولى لعثمان حبشيا يؤمهم فنودي بالصلاة فتقدم فلما رأى أبا ذر نكص فأومأ إليه أبو ذر تقدم فصل فصلى خلفه أبو ذر قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا وهيب بن خالد قال حدثنا عبد الله بن عثمان بن خيثم عن مجاهد عن إبراهيم يعني بن الأشتر أن أبا ذر حضره الموت وهو بالربذة فبكت امرأته فقال وما يبكيك فقالت أبكي أنه لا يد لي بتغيبك وليس عندي ثوب يسعك كفنا فقال لا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وأنا عنده في نفر يقول ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين قال فكل من كان معي في ذلك المجلس مات في جماعة وقرية فلم يبق منهم غيري وقد أصبحت بالفلاة أموت فراقبي الطريق فإنك سوف ترين ما أقول لك فإني والله ما كذبت ولا كذبت قالت وأني ذلك وقد انقطع الحاج قال راقبي الطريق فبينا هي كذلك إذا هى بالقوم تجد بهم رواحلهم كأنهم الرخم قال عفان هكذا قال تجد بهم والصواب تخد بهم رواحلهم فأقبل القوم حتى وقفوا عليها قالوا ما لك قالت امرؤ من المسلمين تكفنونه وتؤجرون فيه قالوا ومن هو قالت أبو ذر ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ووضعوا سياطهم في نحورهم يبتدرونه فقال أبشروا أنتم النفر الذين قال فيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أبشروا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من امرأين من المسلمين هلك بينهما ولدان أو ثلاثة فاحتسباه وصبرا فيريان النار أبدا ثم قال قد أصبحت اليوم حيث ترون ولو أن ثوبا من ثيابي يسعني لم أكفن إلا فيه أنشدكم الله إلا يكفني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو بريدا فكل القوم كان نال من ذلك شيئا إلا فتى من الأنصار كان مع القوم قال أنا صاحبك ثوبان في عيبتي من غزل أمي وأحد ثوبي هذين اللذين علي قال أنت صاحبي فكفني قال أخبرنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال حدثنا يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن إبراهيم بن الأشتر عن أبيه أنه لما حضر أبا ذر الموت امرأته فقال لها ما يبكيك قالت أبكي لأنه لا يدان لي بتغييبك وليس لي ثوب يسعك قال فلا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم ليموتن منكم رجل بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر رجل إلا قد مات في قرية وجماعة من المسلمين وأنا الذي أموت بفلاة والله ما كذبت ولا كذبت فأبصري الطريق فقالت أني وقد انقطع الحاج وتقطعت الطرق فكانت تشد الى كثيب تقوم عليه تنظر ثم ترجع إليه فتمرضه ثم ترجع الى الكثيب فبينا هى كذلك إذا هى بنفر تخد بهم رواحلهم كأنهم الرخم على رحالهم فألاحت بثوبها فاقبلوا حتى وقفوا عليها قالوا ما لك قالت امرؤ من المسلمين يموت تكفنونه قالوا ومن هو قالت أبوذر ففدوه بآبائهم وأمهاتهم ووضعوا السياط في نحورها يستبقون إليه حتى جاؤوه فقال أبشروا فحدثهم الحديث الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يموت بين امرأين مسلمين ولدان أو ثلاثة فيحتسبان ويصبران فيريان النار أنتم تسمعون لو كان لي ثوب يسعني كفنا لم أكفن إلا في ثوب هو لي أو لامرأتي ثوب يسعني لم أكفن إلا في ثوبها فأنشدكم الله والإسلام ألا يكفني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو نقيبا أو بريدا فكل القوم قد كان قد قارف بعض ذلك إلا فتى من الأنصار قال أنا أكفنك فإني لم أصب مما ذكرت شيئا أكفنك في ردائي هذا الذي علي وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي حاكتهما لي قال أنت فكفني قال فكفنه الأنصاري في النفر الذين شهدوه منهم حجر بن الأدبر ومالك الأشتر في نفر كلهم يمان قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أيوب قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن محمد بن إسحاق قال حدثني بريدة بن سفيان الأسلمي عن محمد بن كعب القرظي عن عبد الله بن مسعود قال لما نفى عثمان أبا ذر الى الربذة وأصابه بها قدره ولم يكن معه أحد إلا امرأته وغلامه فأوصاهما أن اغسلاني وكفناني وضعاني على قارعة الطريق فأول ركب يمر بكم فقولوا هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعينونا على دفنه فلما مات فعلا ذلك به ثم وضعاه على قارعة الطريق وأقبل عبد الله بن مسعود في رهط من أهل العراق عمارا فلم يرعهم إلا بالجنازة على ظهر الطريق قد كادت الإبل تطأها فقام إليه الغلام فقال هذا أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعينونا على دفنه فاستهل عبد الله يبكي ويقول صدق رسول الله تمشي وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك ثم نزل هو وأصحابه فواروه ثم حدثهم عبد الله بن مسعود وما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسيره الى تبوك قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا سعيد بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن أبي ذر أنه رآه في نمرة مؤتزرا بها قائما يصلي فقلت يا أبا ذر أما لك ثوب غير هذه النمرة قال لو كان لي لرأيته علي قلت فإني رأيت عليك منذ أيام ثوبين فقال يا بن أخي أعطيتهما من هو أحوج إليهما مني قلت والله إنك لمحتاج إليهما قال اللهم غفرا إنك لمعظم الدنيا أليس ترى علي هذه البردة ولي أخرى للمسجد ولي أعنز نحلبها ولي أحمرة نحتمل عليها ميرتنا وعندنا من يخدمنا ويكفينا مهنة طعامنا فأي نعمة أفضل مما نحن فيه قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا سفيان الثوري عن عمار الدهني عن أبي شعبة قال جاء رجل من قومنا أبا ذر يعرض عليه فأبى أبو ذر أن يأخذ وقال لنا أحمرة نحتمل عليها وأعنز نحلبها ومحررة تخدمنا وفضل عباءة عن كسوتنا وإني لأخاف أن أحاسب بالفضل قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا يزيد بن علي الأسلمي قال حدثني عيسى بن عميلة الفزاري قال أخبرني من رأى أبا ذر يحلب غنيمة له فيبدأ بجيرانه وأضيافه قبل نفسه ولقد رأيته ليلة حلب حتى ما بقي في ضروع غنمه شيء إلا مصره وقرب إليهم تمرا وهو يسير ثم تعذر إليهم وقال لو كان عندنا ما هو أفضل من هذا لجئنا به قال وما رأيته ذاق تلك الليلة شيئا قال أخبرنا محمد بن عمر قال حدثنا خالد بن حيان قال كان أبو ذر وأبو درداء في مظلتين من شعر بدمشق قال أخبرنا محمد بن عمر عن موسى بن عبيدة قال حدثني عبد الله بن خراش الكعبي قال وجدت أبا ذر في مظلة شعر بالربذة تحته امرأة سحماء فقلت يا أبا ذر تزوج سحماء قال أتزوج من تضعني أحب الي ممن ترفعني ما زال لي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى ما ترك لي الحق صديقا قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي أنه دخل على أبي ذر وهو بالربذة وعنده امرأة له سوداء مشنفة ليس عليها أثر المجاسد ولا الخلوق قال فقال ألا تنظرون ما تأمرني به هذه السويداء تأمرني أن آتي العراق فإذا أتيت العراق مالوا علي بدنياهم ألا وإن خليلي عهد الي أن دون جسر جهنم طريقا ذا دحض ومزلة وأنا أن نأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار أحرى أن ننجو من أن نأتي عليه ونحن مواقير قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا عاصم الأحول عن أبي عثمان النهدي قال رأيت أبا ذر يميد على راحلته وهو مستقبل مطلع الشمس فظننته نائما فدنوت منه فقلت أنائم أنت يا أبا ذر فقال لا بل كنت أصلي قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا أبو عقيل قال حدثنا يزيد بن عبد الله أن أبا ذر تبعته جويرية سوداء فقيل له يا أبا ذر هذه ابنتك قال تزعم أمها ذاك قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا قرة بن خالد قال حدثنا عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال كسي أبوذر بردين فأتزر بأحدهما وارتدي بشملة وكسا أحدهما غلامه ثم خرج على القوم فقالوا له لو كنت لبستها جميعا كان أجمل قال أجل ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تكسون قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا قرة بن خالد قال حدثنا بديل بن ميسرة عن مطرف عن رجل من أهل البادية قال صحبت أبا ذر فأعجبتني أخلاقه كلها إلا خلق واحد قلت وما ذاك الخلق قال كان رجلا فطنا فكان إذا خرج من الخلاء انتضح‏.‏